العلاج بالخلايا الجذعية مقارنةً بالعلاج بالأكسجين عالي الضغط

لا مفرّ من التغيّر فهو أمرٌ طبيعي الحدوث وحتمي ولا بد أن يحصل مع تقدّمنا في العمر. وفي الوقت الذي نتمنّى فيه أن نستمرّ في الحفاظ على صحّتنا، فإن تقدّمنا في العمر يعني أن ما كنا ننجزه بفضل قدراتنا في السابق يُصبح أكثر صعوبةً.

يُمكن أن تكون الفترة الانتقالية التي نمرّ بها جميعاً بعد سن التقاعد صعبةً ومقلقةً وكئيبةً وقد تتسبّب بعزلتنا، إذ نبدأ بافتقاد أيام ريعاننا عندما كان أداؤنا في ذروته وسلساً ويحقّق نتائجه كما نريد؛ ورغم كل ذلك فإنّ هناك أملاً في العودة إلى تلك الأيام.

لقد تطوّر العلم كثيراً خلال العقد الماضي وقدّم أساليب علاجية واعدة، حظي اثنان منها باهتمامٍ كبير وهما: العلاج بالخلايا الجذعية والعلاج بالأكسجين عالي الضغط. ربما لا تعرف الكثير عن أيّ منهما، لكنهما عزّزا الحياة البشرية على مر السنين.

تُقدّم لك عيادات أڤيڤ التابعة لموانئ دبي العالمية، المعلومات الأساسية حول كلٍ منهما وكيف تُقارنا ببعضهما في الوظائف والمردود.

ما هي الخلايا الجذعية؟

تُشكّل الخلايا الجذعية نظام الإصلاح الداخلي في الجسم. عندما تُستهلك خلايانا مع مرور الوقت، أو تُعاني من الإصابات أو الأمراض، تُطوّر الخلايا الجذعية بدائل للخلايا المفقودة أو التالفة.

الأمر المذهل هو أن الخلايا الجذعية تُشبه الطابعات ثلاثية الأبعاد في الجسم، حيث يمكنها أن تتطور إلى أي نوع من أنواع خلايا الجسم تقريباً، من العضلات إلى الدماغ، إضافةً إلى قدرتها على إصلاح الأنسجة الوظيفية وإعادة بنائها.

إلى حدّ ما، يُشبه جسمُنا الآلة؛ ففي البداية – عندما نكون صغاراً – تعمل هذه الآلة بشكلٍ جيد، ويكون لدينا الكثير من الخلايا الجذعية. لكن مع تقدّمنا في العمر، تبدأ قدرتنا على القيام بذلك في التراجع، حيث تتدهور قدرة الخلايا الجذعية على التجديد، وتتراجع قدرتها على التمايز إلى أنواع الخلايا المختلفة.

“عندما تبدأ كمية الخلايا الجذعية وفعالية وظيفتها في الانخفاض، نبدأ في فقدان الأنسجة. وهذا ما نسمّيه الشيخوخة.” – د. شاي إفراتي، دكتوراه في الطب، مدير مركز ساجول لطب وأبحاث الضغط العالي.

نظراً إلى القدرات الهائلة للخلايا الجذعية، فقد درسها الباحثون لعقودٍ من الزمن لاكتشاف علاجات للاضطرابات المرتبطة بالشيخوخة.

stem cells dubai

العلاج بالخلايا الجذعية

يعمل العلاج بالخلايا الجذعية على تجديد الأعضاء أو الأنسجة أو وظائف الجسم التالفة؛ وهو علاج يتضمن التدخّل بالحقن تحت إشراف الأطباء من خلال:

  • حقن الخلايا الجذعية في مجرى الدم
  • حقن الخلايا الجذعية السليمة مباشرة في منطقة معينة من الجسم (مثل الركبة)
  • الزَرع – حيث تنمو الخلايا الجذعية المزروعة في الجسم وتنتج خلايا الدم السليمة

استخدامات العلاج بالخلايا الجذعية

يُستخدم حقن أو زرع الخلايا الجذعية بهدف إصلاح الخلايا المتضررة من العلاج الكيميائي أو أنواع معينة من الحالات المرضيّة، مثل سرطان الدم أو الإصابات الناتجة عن التعرّض إلى الأشعة.

وبفضل مرونتها وقدرتها على التجديد الذاتي، لاحظ الباحثون أن العلاج بالخلايا الجذعية يُمكن أن يؤخّر أو حتى أن يعكس الشيخوخة. ورغم ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لاكتشاف علاج محدّد بالخلايا الجذعية لعكس الشيخوخة.

قيود ومخاطر العلاج بالخلايا الجذعية

رغم التقدّم الكبير الذي حقّقه العلاج بالخلايا الجذعية في مجال الصحة والتعافي، إلا أن هناك قيوداً ومخاطر محتملة يجب أخذها في الاعتبار:

  • أولاً وقبل كل شيء، فإن الأدلة الملموسة محدودة فيما يتعلق بالتحسّن الطبي الناتج عن العلاج بالخلايا الجذعية بالنسبة إلى معظم استعمالاته الممكنة على البشر.
  • في الوقت الحالي، لا يُمكن توليد الخلايا الجذعية بكمياتٍ كبيرة. لا يوجد حل متاح لتوليد كميات كبيرة من الخلايا الجذعية في المختبر، وهو ما يجعل عملية الحصول على الخلايا الجذعية وتنقيتها أمراً صعباً.
  • يقتصر العلاج بالخلايا الجذعية على شروط معينة.
  • العلاج بالخلايا الجذعية هو إجراء يتضمّن التدخّل العلاجي العميق بالحقن والزرع، وبالتالي فهو يحمل مخاطر العلاجات التدخلية، مثل التوذّمات والالتهابات والتفاعلات المحلية والعامة المؤثّرة، والتي يُمكّن أن تُشكّل خطراً صحياً مقلقاً للمتلقي.

رغم وجود العلاج بالخلايا الجذعية في دبي، إلا أنه لا يزال في مرحلة البحوث إلى حدّ كبير، وهذا ما يحدّ من استخدامه كعلاج فعّال لعكس الشيخوخة.

 

العلاج بالأكسجين عالي الضغط في عيادات أڤيڤ دبي

hbot

العلاج بالأكسجين عالي الضغط هو بروتوكول علاجي يتضمّن استنشاق الأكسجين بنسبة 100% في جناح عالي الضغط متعدّد المقاعد.

مع تقدّمك في العمر، تفقد الخلايا الجذعية قدرتها على التجديد والتوليد الذاتي تدريجياً، إلا أن هناك طريقة لزيادة الخلايا الجذعية في جسمك بشكلٍ طبيعي بهدف التعافي والتقدم في العمر بشكلٍ صحّي، دون الحاجة إلى حقن أي شيء في جسمك.

ليست كل علاجات الأكسجين عالي الضغط قادرة على تحقيق عملية تجديد الخلايا الجذعية. إنّ العامل الحاسم هو تلقّي بروتوكول فريد للعلاج بالأكسجين عالي الضغط يتضمّن إمداداً متفاوتاً بمستويات الأكسجين خلال فترة زمنية محدّدة. تُنشّط هذه العملية آليات التعافي الذاتي في الجسم عن طريق تكاثر الخلايا الجذعية.

إنّ جسمك قادرٌ على التجديد الطبيعي. يُمكن أن يساعد البروتوكول الفريد للعلاج بالأكسجين عالي الضغط في إطلاق إمكانات الإصلاح والنمو.

stem cells dubai

استخدامات العلاج بالأكسجين عالي الضغط

استُخدم العلاج بالأكسجين عالي الضغط تاريخياً لعلاج مجموعة متنوعة من الحالات التي شملت الأنسجة المتعطّشة للأكسجين، بما في ذلك:

  • التسمم بأول أكسيد الكربون
  • الإصابات الإشعاعية المتأخرة
  • التئام الجروح

دفعت النتائج الواعدة للعلاج بالأكسجين عالي الضغط العديد من الأطباء والعلماء إلى القيام بأبحاث أكثر عمقاً لتحديد التأثيرات المحتملة للعلاج على عكس الشيخوخة والمجالات الصحية الأخرى.

دراسة ذات أهمية مرجعية حول بروتوكول فريد للعلاج بالأكسجين عالي الضغط

بناءً على عقود من الأبحاث، ثبت أن تفاوت الإمداد بالأكسجين عالي الضغط يُشجّع على تكاثر الخلايا الجذعية في الجسم. يستهدف هذا البروتوكول أوجه مختلفة في مجال الصحّة والعافية، مثل:

  • عكس الشيخوخة: أظهرت الدراسات التاريخية نجاح استخدام . اليوم، يُعرّف العديد من الأطباء العلاج بالأكسجين عالي الضغط على أنّه الكشف العلمي الأبرز الذي ساعد الكثيرين على تحسين أدائهم الذهني والجسدي.
  • إعادة التأهيل بعد السكتة الدماغية: يُساعد العلاج بالأكسجين عالي الضغط على استعادة وظيفة أنسجة المخ المصابة لدى الناجين.
  • إصابات الدماغ الرضحيّة: توضّح الدراسات أنّ العلاج بالأكسجين عالي الضغط يُمكن أن يُحفّز المرونة العصبية، وهي قدرة الدماغ على التغيّر والتكيّف، وهذا ما من شأنه أن يساعد في إصلاح وظائف الدماغ التالفة لدى أولئك الذين يُعانون من تحدّيات ما بعد الإصابة الدماغية الرضحيّة.

قيود ومخاطر العلاج بالأكسجين عالي الضغط

  • لا يتم العلاج بالأكسجين عالي الضغط بالطريقة نفسها في جميع العيادات، إذ يَستخدم بعضها غرف الأكسجين الفردية، بينما يستخدم البعض الآخر أجنحة رحبة متعدّدة المقاعد. كما أن طريقة التزويد بالأكسجين تختلف بين العيادات أيضاً، إذ تُزوّد معظم العيادات المرضى بالأكسجين بمستوى ثابت بدلاً من التفاوت في مستويات الإمداد به، والذي يعدّ أمراً أساسياً لتحقيق النتائج المطلوبة (استناداً إلى الأبحاث الحائزة على جائزة نوبل).
  • العلاج بالأكسجين عالي الضغط هو علاج اختياري، ولا تغطّيه شركات التأمين في إطار “الشيخوخة الصحية”.
  • الآثار الجانبية المحتملة لتغيّرات الضغط قد تشمل الإحساس بانزعاج في الأذن والجيوب الأنفية. بالنسبة إلى بعض الحالات المزمنة، قد تكون هناك حاجة إلى إجراءات خاصّة.

لماذا قد يكون العلاج بالأكسجين عالي الضغط في عيادات أڤيڤ دبي بديلاً أفضل للعلاج بالخلايا الجذعية؟

stem cells dubai

يُقدّم العلاج بالأكسجين عالي الضغط طريقة أكثر أماناً وموثوقية ومدعّمة بالأبحاث لتحسين الأداء الذهني والجسدي (عكس الشيخوخة)، وإعادة التأهيل بعد الإصابة بالسكتة الدماغية، وإصابات الدماغ الرضحيّة.

لا يتضمن العلاج بالخلايا الجذعية حالياً بيانات دقيقة وكافية لمعرفة ما إذا كان علاجاً فعالاً لعكس الشيخوخة.

في حين أن العلاج بالخلايا الجذعية هو علاج يعتمد على التدخّل العلاجي العميق (حقن الخلايا في جسمك)، فإن العلاج بالأكسجين عالي الضغط هو علاج غير جراحي، وهذا ما يعني أنه لا يوجد خطر الإصابة بالعدوى أو أي آثار جانبية أخرى مرتبطة بالإجراءات التدخلية. يستنشق الأفراد الأكسجين بنسبة 100%، عادةً من خلال قناع، ويُحفّز العلاج بالأكسجين عالي الضغط تكاثر الخلايا الجذعية لديك.

يُمكّن النهج الطبيعي الذي يتّبعه بروتوكول العلاج بالأكسجين عالي الضغط كثيراً من الأشخاص من تحقيق سلسلة تحسّنات طويلة الأمد في جميع أنحاء الجسم. ويستهدف العلاج كلاً من الدماغ والجسم لتحسين عملية الشيخوخة وجودة الحياة.

لمزيدٍ من التوضيح:

  • العلاج بالخلايا الجذعية هو علاج يعتمد على التدخّل العلاجي العميق (حقن الخلايا في جسمك)، بينما العلاج بالأكسجين عالي الضغط غير جراحي. تُجرى عملية العلاج بالأكسجين عالي الضغط في أڤيڤ عبر قناع أكسجين في جناح رحب متعدّد المقاعد شبيه بمقصورة الدرجة الأولى في الطائرات، ويؤدّي تفاوت الإمداد بمستويات الأكسجين إلى تحفيز قدرة الجسم على تكاثر خلاياه الجذعية بشكلٍ طبيعي.
  • أُسّس بروتوكول العلاج بالأكسجين عالي الضغط من أڤيڤ على مدى عقود من الأبحاث، وهو يُقدّم نهجاً علاجياً شاملاً يركّز على الدماغ والجسم يهدف إلى تعزيز الأداء العام وتحسين عملية الشيخوخة. فيما يتعلق بالعلاج بالخلايا الجذعية، فلا توجد بيانات دقيقة بما يكفي لفهم أهمية هذا العلاج بشكلٍ كامل.
  • في حين أن نجاح العلاج بالخلايا الجذعية يعتمد على مصادر الخلايا الجذعية وتوافرها، فإن العلاج بالأكسجين عالي الضغط في أڤيڤ يعتمد على القدرة الطبيعية في الجسم على إصلاح الخلايا التالفة. وهو خيار أكثر أماناً وموثوقية لتعزيز الأداء والحد من الشيخوخة على المدى الطويل.
  • يعتمد العلاج بالأكسجين عالي الضغط في أڤيڤ على دراسات علمية أشرف على مراجعتها نظراء متخصّصين.

تعرّف على المزيد حول العلاج بالأكسجين عالي الضغط

لمعرفة المزيد، تواصل مع عياداتنا

بروتوكول الأكسجين عالي الضغط التابع لبرنامج أڤيڤ الطبي

يتضمن برنامج أڤيڤ الطبي في دبي العلاج بالأكسجين عالي الضغط لتعزيز قدرات الجسم على التعافي الذاتي. يتضمن البروتوكول الفريد والآمن الخاص بنا تفاوت الإمداد بمستويات الأكسجين، لتحفيز تكاثر الخلايا الجذعية.

كيفية عمل العلاج بالأكسجين عالي الضغط في أڤيڤ:

  • في جناح الأكسجين، يرتدي العملاء قناعاً ويستنشقون الأكسجين النقي. يخضع الجناح إلى ضغطٍ يفوق مستويات الغلاف الجوي، ما يؤدي إلى زيادة مستويات الأكسجين في الجسم نحو 10 مرات أعلى من المستوى الطبيعي.
  • يُغيّر الخبراء الصحيّون لدينا مستويات الإمداد بالأكسجين أثناء الجلسة، ويؤدّي هذا التفاوت إلى تكاثر الخلايا الجذعية ونمو أوعية دموية وخلايا عصبية جديدة.
  • بالإضافة إلى العلاج بالأكسجين عالي الضغط، قد يخضع العملاء إلى تدريب ذهني وجسدي وغذائي. ما يعزّز عملية التعافي والتجديد الطبيعية في جسمك.
  • يُقدّم فريق متعدّد التخصصات لدينا برنامج أڤيڤ الطبي بأكمله، وليس فقط بروتوكول العلاج بالأكسجين عالي الضغط.

بينما تُركّز العيادات الأخرى عادةً على حقن الجسم بالخلايا الجذعية، يُحفّز البروتوكول العلاج الفريد في أڤيڤ الجسم على إعادة إنتاج الخلايا الجذعية عضوياً وبشكل طبيعي.

يرتكز برنامجنا على عقودٍ من الأبحاث والبيانات التي تُساعد عملاءنا على تحقيق نوعية حياة أفضل.

 

لمعرفة المزيد، حدّد موعداً للقيام بجولة في عيادات أڤيڤ

أُسّس البروتوكول الفريد للعلاج بالأكسجين عالي الضغط في عيادات أڤيڤ على مدى عقود من الأبحاث. إذا كنت تهدف إلى عكس عمرك البيولوجي وإعادة إنتاج الخلايا الجذعية في جسمك بشكلٍ طبيعي، فإن فريقنا في دبي جاهز لمساعدتك.

حدّد موعداً للقيام بجولة في عيادات أڤيڤ في دبي لمعرفة كل التفاصيل حول كيفية الاستفادة من العلاج بالأكسجين عالي الضغط!

التأمل وصحة الدماغ: فوائد مُثبتة بالأبحاث العلمية

 

من المعروف أن وباء كوفيد تسبّب بكثيرٍ من التوتّر لدى الناس، إلا أنّ مجموعة محددة من الأشخاص عانوا من الوباء أكثر من غيرهم، وهم كبار السن. في استطلاع حديث قام به مركز الاستطلاع الوطني حول الشيخوخة الصحية، أُجريَت من خلاله مقابلات مع 2000 شخص بالغ تتراوح أعمارهم بين 50 و80 عاماً، أفاد أكثر من نصف المشاركين (56%) أنهم عانوا من الشعور بالعزلة في فترة انتشار الوباء، في زيادة ملحوظة عن نسبة 27% التي توصّل إليها استطلاع العام 2018.

إن قضاء ساعات طويلة في المنزل بعيداً عن العائلة والأصدقاء يمكن أن يُشعرنا بالإحباط، بالإضافة إلى الضرر المحتمل للتوتر والوحدة على صحتنا الذهنية. لذلك، يلجأ العديد من كبار السن إلى التأمل الذهني للتخفيف من تلك المشاعر السلبية في فترة الوباء.

مثلما تغسل يديك للتخلص من الجراثيم، يُعدّ التأمل طريقةً ممتازة للتخلّص من الأفكار المزعجة التي تدور في بالك، كما أن ممارسة “الصفاء الذهني” يمكن أن تساعدك في ما هو أكثر من مجرد استرخاء. إن تخصيص بضع دقائق من يومك لممارسة التأريض (الحضور الواعي في اللحظة الحالية) هو أحد أفضل الممارسات المفيدة لصحتك الذهنية، وهذه الفوائد مُثبتة علمياً.

يقوم برنامج أڤيڤ الطبي المدعّم بالأبحاث العلمية على العلاج المبتكر بالأكسجين عالي الضغط والتدريب الذهني والبدني والإرشاد الغذائي. وتساعد الممارسات الداعمة لرحلة التعافي – مثل التأمّل – على تكوين نهج شامل يعزّز الأداء الذهني والجسدي.

 

Brain health

 

التأمل: فن الصفاء الذهني

الصفاء الذهني هو فن الحضور الواعي في المكان والزمان الحاليّيَن، من خلال تخصيص بضع دقائق يومياً لتصفية ذهنك من الأفكار السلبية والتفاعل مع محيطك المباشر.

يمكنك اعتبار الأمر تمريناً لعقلك: مثلما ترفع الأثقال لتحافظ على قوتك البدنية، يساعدك التأمل على تدريب عقلك وزيادة تركيزك وانتباهك. إنها ليست ممارسة روحية أو فناً غامضاً، بل مهارة يمكن لأي شخص أن يكتسبها بغض النظر عن عمره.

 

5 فوائد مثبتة علمياً للتأمل

هناك فوائد عديدة مثبتة لممارسة التأمل بشكلٍ منتظم. تُظهر الدراسات أن ممارسات الصفاء الذهني مثل التأمل واليوجا يمكن أن تحسّن المشاكل المرتبطة بالصحة الذهنية، من تخفيف القلق والاكتئاب إلى الحد من فقدان الذاكرة لدى مرضى ألزهايمر، إليك الفوائد الخمس الأهم للتأمل:

1. يبطئ تفاقم مرض ألزهايمر

رغم أن الكثيرين يستبعدون فكرة أنّ فقدان الذاكرة أو استحالة استعادة بعض الذكريات هو أحد الآثار الجانبية للشيخوخة، إلا أنّه ليس هناك ثمة دليل علمي قاطع على أن فقدان الذاكرة هو أحد الآثار الجانبية الطبيعية للشيخوخة. بل على العكس من ذلك، لا ينبغي أن يكون نسيان الذكريات المهمّة حالة طبيعية مستجدة لدى مَن كبروا في السن.

لقد ثبت أن التأمل يحسّن عملية التذكّر لدى البالغين خلال أقل من ثمانية أسابيع. تُظهر الأبحاث أيضاً نتائج واعدة في إبطاء حالات ذهنية معينة مثل مرض ألزهايمر والخرف عند ممارسة الصفاء الذهني. أفاد المرضى الذين مارسوا تمارين الصفاء الذهني انخفاضاً في التدهور الذهني ومستويات التوتر لديهم، وتحسّناً عاماً في جودة حياتهم.

لا يُعدّ الصفاء الذهني مفيداً فقط لمن يعاني من مشاكل في الصحة الذهنية. تُظهر الدراسات أيضاً أن مسؤولي رعاية الأشخاص الذين يعانون من إعاقات ذهنية يمكن أن يستفيدوا من تقليل مستويات التوتر لديهم من خلال ممارسة التأمل. بعبارةٍ أخرى، يمكن للجميع الاستفادة من تنشيط المراكز الذهنية في الدماغ.

2. يحسن التركيز ويُحافظ على حضورك الذهني

من الممكن لممارسة الصفاء الذهني أن تُبقي دماغك نشطاً وبصحة جيدة بغض النظر عن جودة ذاكرتك، ولا يتطلب منك الأمر  أن تكون خبيراً متمرساً، فحتى المبتدئين يمكنهم الاستفادة من ممارسة التأمل والصفاء الذهني.

في إحدى التجارب، لاحظ المشاركون الذين مارسوا 10 دقائق من التأمل زيادةً في الانتباه والتركيز لديهم عند تنفيذ الاختبار مقارنةً بمن لم يتأمل مسبقاً. كما أكد أحد الباحثين أن الأشخاص الذين يمارسون التأمل بانتظام يؤدّون المهام التي تتطلب تركيزاً بشكلٍ أفضل. ووجدت هذه التجربة أيضاً أن التأمل يُهدئ مناطق الدماغ المرتبطة بشرود العقل والأفكار العفوية، ما يساعد في استمرارية التركيز على ما تفعله في الوقت الحاضر.

3. يكافح الأرق

أصبح الحصول على قسط وافرٍ من النوم ليلاً أكثر أهمية من أي وقت مضى بالنسبة لكبار السن. فالنوم هو الفترة الحيوية التي تُطهّر فيها عقولنا نفسها من الأفكار والخواطر السلبية. ورغم ذلك، تقدّر الأبحاث الحالية أن 10% إلى 30% من الأشخاص يعانون من الأرق المزمن، كما تُظهر أن كبار السن هم الأكثر عرضةً لاضطرابات النوم.

وجدت تجربة منضبطة عشوائية أن التأمل الذهني يحسّن كثيراً نوعية النوم لدى البالغين في منتصف العمر وكبار السن. يساعد انخفاض مستويات التوتر نتيجة التأمل على تصفية ذهنك من الأفكار المزعجة، ما قد يجعل النوم أسهل. إذا كنت تواجه صعوبةً في النوم ليلاً، ابتعد عن شاشة هاتفك أو تلفازك قليلاً وحاول التأمل لبضع دقائق قبل النوم.

4. يخفّف من القلق والتوتر

يعاني الجميع من التوتر من وقتٍ إلى آخر، إلا أن الشعور بالتوتر لفتراتٍ طويلة يمكن أن يكون ضاراً لجسمك. وفقاً للباحثين، فإن 3 إلى 14% من كبار السن يستوفون المعايير التشخيصية لاضطراب القلق العام. يمكن أن يؤدي إهمال القلق والتوتر إلى تدهور حالات صحية مثل الفيبروميالجيا، ويؤدي إلى مشاكل صحية ذهنية أخرى مثل الاكتئاب.

إذا كنت تريد السيطرة على توترك وقلقك، فقد يكون التأمل هو الحل. أظهرت الدراسات أن التأمل الذهني يمكن أن يخفف من أعراض اضطراب القلق العام ويقلل من مستويات التوتر ويساعد في تصفية ذهنك من المخاوف والقلق.

5. يحسّن حالة الاكتئاب والمزاج العام

لطالما كانت الوحدة مشكلة شائعة بين كبار السن والمتقاعدين، لكن جائحة كوفيد جعلت الأمر أسوأ، حيث لم يعد الخروج إلى الأماكن العامة وزيارة العائلة خياراً بالنسبة لكثير من المسنّين، وقد تؤدي العزلة إلى تفاقم مشاعر الوحدة واليأس لديهم.

يمكن أن تساعدك ممارسة الصفاء الذهني في التحكم في هذه المشاعر الصعبة وتحسين مزاجك العام. أظهرت الدراسات أن التدرّب على الصفاء الذهني يقلل مشاعر الوحدة والعزلة، وهو ما ساعد المشاركين ليكونوا أكثر سعادة في ساعتها.

لقد ثبت أن التدرّب على الصفاء الذهني يساعد في تقليل مشاعر الاكتئاب لدى البالغين. أولئك الذين خضعوا إلى علاجٍ تأملي لاحظوا أعراض اكتئاب أقل مقارنةً بنظرائهم الذين لم يمارسوا التأمل على الإطلاق. تذكرك ممارسة الصفاء الذهني يومياً بألا تتوتر إزاء كل التفاصيل الصغيرة، وذلك يساعدك بدوره في البقاء أهدأ وأكثر تحكماً في عواطفك ومشاعرك.

 

كيف تبدأ ممارسة التأمل الذهني؟

لست بحاجةٍ إلى أي معدّات خاصّة أو تدريب للبدء. كل ما تحتاج إليه هو مكان مريح للجلوس وأن تكون لديك الرغبة بخوض التجربة. إليك خطوات سريعة للبدء:

  1. ابحث عن مكانٍ هادئ يمكنك الاسترخاء فيه بعيداً عما يلهيك.
    إذا كنت في المنزل، تأكد من إطفاء جميع أجهزة التلفزيون والإلكترونيات.
  2. اجلس في وضعية مريحة وتنفّس بلطف.
  3. ركّز على كل شهيق وزفير.
  4. ركّز على جميع أحاسيس جسمك أثناء التنفس.
  5. تخلص من أي توتر محتمل حتى تسترخي تماماً.
  6. استمر في الشهيق والزفير مع التركيز على أحاسيس جسمك الداخلية.
  7. إذا شرد عقلك، فلا بأس. ما عليك سوى إعادة التركيز على تنفسك والبدء من جديد.
  8. استمر لمدة 5-10 دقائق أو بقدر رغبتك في التأمل.

حاول التأمل في الوقت نفسه يومياً حتى تؤسس روتيناً لنفسك. إذا لم ترغب في الجلوس في جوٍ صمت، يمكنك أن تجد جلسات إرشادية عبر التطبيقات الموجودة على الهاتف، أو تشغيل موسيقى هادئة تساعدك على التركيز. لتحصل على فوائد إضافية، حاول التأمل في الهواء الطلق سواءً على الشرفة أو في الحديقة. يمكن أن تساعدك جلستك اليومية في الطبيعة في تهدئتك أكثر، وفي تحقيق أقصى استفادة ممكنة من ممارسة الصفاء الذهني.

 

الخلاصة

يعدّ التأمل الذهني أحد أكثر الممارسات الإيجابية التي يمكنك القيام بها من أجل تحسين صحتك الذهنية وسلامتك العاطفية، خصوصاً أنه لا يستغرق وقتاً طويلاً للقيام به. إن اتباع روتين بسيط للحفاظ على صحتك الذهنية يمكن أن تنعكس فوائده في جميع مجالات حياتك، من تحسّن عملية التذكّر إلى خفض مستويات التوتر وتحسين نومك، يمكن لممارسة التأمل أن تبقيك أكثر انغماساً في اللحظة الآنية، وتساعدك على البقاء سعيداً وهادئاً خلال أفضل سنوات حياتك.

تقدم عيادات أڤيڤ بروتوكول علاج فعال للغاية ومدعّم علمياً لتعزيز أداء الدماغ وتحسين أعراض بعض الحالات الصحية مثل إصابات الدماغ الرضحية والفيبروميالجيا ومرض لايم والخرف. يَستخدم البروتوكول المكثف لبرنامج أڤيڤ الطبي العلاج بالأكسجين عالي الضغط، ويتبع منهجاً شاملاً يتضمن تدريباً ذهنياً لتحقيق النتائج الأفضل. صُمّم برنامج أڤيڤ الطبي استناداً إلى أكثر من عقد من البحث والتطوير ليناسب احتياجاتك.