مع مرور السنين، ينظر الكثيرون إلى النسيان وهفوات الذاكرة على أنها من الآثار الجانبية للشيخوخة. لكن إذا كنت تعاني أيضاً من الصداع وصعوبة التركيز والتفكير بوضوح، فقد يكون السبب شيئاً أكثر خطورة، مثل إصابة الدماغ الرضحية. ماذا.. إصابة في الدماغ؟ للأسف، نعم. إن إصابات الدماغ تعتبر أكثر انتشاراً مما يدركه معظم الناس، وقد تؤدي إلى إحداث فوضى عارمة في حياتك إذا تُـركت دون رادع. ولحسن الحظ، فإن الدراسات والتطورات العلمية الأخيرة، مثل بروتوكول العلاج بالأكسجين عالي الضغط، تبشّر بالمساعدة على علاج إصابات الدماغ الرضحية.

وبحسب جمعية إصابات الدماغ، يعاني أكثر من 2.8 مليون شخص من إصابات الدماغ الرضحية (TBI) كل عام، وتكون الوفيات المرتبطة بإصابات الدماغ أعلى بين كبار السن. ونظراً لأن أعراض إصابات الدماغ الرضحية قد تستغرق أحياناً سنوات لكي تصبح واضحة، فإن العديد من الأشخاص لا يدركون حتى أنهم تعرّضوا لإصابة ما حتى تظهر المشاكل في مرحلة لاحقة من العمر. هذا صحيح.. فحادثة السقوط التي تعرّضت لها في التسعينيات يمكن أن تكون في الواقع سبب الصداع وضبابية الدماغ اليوم.

ويمكن أن تتسبّب إصابات الدماغ الرضحية في جميع أنواع المشاكل المعرفية، وقد تؤدي إلى إعاقات دائمة إذا تُركت دون رادع. ولا يستدعي الأمر حتى إلى ضرب رأسك مباشرة لتُصاب بواحدة. لكن الخبر السار هو أنه من خلال التشخيص المناسب، يمكن علاج إصابات الدماغ الرضحية في مراكز مثل Aviv Clinics. ولهذا السبب، قمنا بإعداد هذا الدليل الإرشادي المفيد مع كل ما تحتاج لمعرفته حول إصابات الدماغ الرضحية، وكيفية تحديد ما إذا كنت مصاباً بواحدة.

ما هي إصابة الدماغ الرضحية؟

إصابة الدماغ الرضية (TBI) هي كما تبدو عليه تماماً. إنها شكل من أشكال إصابات الدماغ التي تحدث عند تعرض الدماغ لصدمة خارجية. ويمكن أن تؤدي هذه الصدمة إلى إضعاف قدرة عقلك على التواصل مع باقي أجزاء جسمك، في حين يمكن للتأثيرات أن تختلف تبعاً للجزء المصاب من الدماغ، بحيث يتراوح الضرر من خفيف إلى شديد، وليس تشمل دائماً فقدان الوعي.

ولعل الشكل الأكثر شيوعاً للإصابة الخفيفة بالدماغ هو الارتجاج الذي ينتج عن ضربة أو قعقعة عنيفة للدماغ. وتشمل الأسباب الشائعة لإصابات الدماغية الرضحية ما يلي: الإصابات الرياضية، والسقوط عن الدراجة أو الحصان، والإصابات العسكرية، والتعرض للاعتداء أو الضرب، والتعرض لحادث سيارة، أو السقوط واصطدام الرأس بالأرض.

إن أي نوع من السيناريوهات التي تنطوي على اصطدام الدماغ بتجويف الجمجمة يمكنها أن تسبب إصابات الدماغ الرضحية، مثل ضرب رأسك نتيجة حادث سيارة! وعلى الرغم من أن احتمالية استمرار الضرر تكون أكبر في حالة فقدان الوعي، لا يشترط أن تفقد وعيك لكي تُعاني من الآثار السلبية. حتى إصابات الدماغ الخفيفة يمكن أن تسبب ظهور الأعراض على المدى الطويل.

القائمة المرجعية لأعراض إصابات الدماغ الرضحية

ما هي أعراض إصابات الدماغ الرضحية؟ مثلما قد تختلف شدة الإصابة الدماغية الرضحية، تتفاوت حدة الأعراض التي قد تعاني منها. وتشمل علامات الارتجاج أو إصابات الدماغ الرضحية الخفيفة ما يلي:

– صداع ودوخة
– استفراغ وغثيان
– تغيرات في أنماط النوم
– الارتباك أو فقدان الذاكرة
– الارهاق أو الخمول
– صعوبة في التركيز
– صعوبة اتخاذ القرارات
– تغيرات في المزاج مثل الاكتئاب أو حدة الطباع

وعلى الرغم من أن العديد من الأشخاص يشعرون بالتأثيرات فور تعرضهم لإصابة في الدماغ، إلا أن الأعراض يمكن أن تظهر في أي وقت، حتى بعد سنوات. ويعني هذا التأخير أن العديد من الأشخاص لا يربطون أبداً بين ارتطام الرأس والمشاكل المعرفية التي يتعرضون لها لاحقاً في الحياة.

وفي بعض الحالات، قد لا يتم تشخيص الإصابة الدماغية الرضحية بشكل صحيح أبداً، لأن الشخص الذي عانى منها لم يفقد وعيه أو لم يذهب إلى الطبيب بعد ذلك. ويعاني الكثير من الناس دون داعٍ لأنهم لم يدركوا أبداً أنهم تعرضوا لإصابات الدماغ الرضحية منذ البداية، ويمكن أن تكون آثار الإصابة غير المعالجة مدمرة وكارثية.

وقد تؤدي إصابات الدماغ الرضحية إلى المزيد من المشاكل الحسية، مثل عدم وضوح الرؤية، وطنين في الأذنين، أو حتى صعوبة فهم اللغة والتواصل بشكل صحيح (الحسبة أو الأفيشيا). ولأن الإصابات الدماغية الرضحية والخرف يمكن أن يكون لها أعراض متشابهة، فمن المهم أن تعرف ما الذي تتعامل معه، حتى تتمكن من تلقي العلاج المناسب.

كيف تكتشف إصابة الدماغ الرضحية؟

هناك طرق مختلفة لتقييم إصابات الدماغ الرضحية. ويمكن لإصابات الدماغ أن تسبّب نوعين مختلفين من الأضرار: الهيكلية والأيضية. ويحدث التلف الهيكلي أو البنيوي بسبب الأضرار الجسدية التي تلحق بالدماغ، مثل النزيف. أما الضرر الأيضي فيؤثر على خلايا الدماغ نفسها.

ويعد التصوير المقطعي المحوسب CAT أو التصوير بالرنين المغناطيسي MRI بمثابة الخطوة الأولى لاكتشاف التلف البنيوي الواضح في الدماغ. ولكن، قد يكون هناك ضرر أكثر دقة في دماغك لا تستطيع هذه الفحوصات كشفها، خاصة إذا كانت إصابتك قديمة. وهنا، يبرز الدور المحوري والهام للتقنيات الأكثر تطوراً.

ويمكن للتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي MRIs أو التصوير المقطعي المحوسب بإصدار فوتون واحد SPECT اكتشاف الضرر الأيضي في أنسجة الدماغ. ويمكن لهذه الصور التشخيصية أن تكشف وجود خلايا دماغية تعمل بشكل غير صحيح حتى بعد سنوات من توقف النزيف. من هناك، يمكن لمقدم الرعاية الصحية الخاص بك المضي قدماً في خيارات العلاج.

التصوير التشخيصي SPECT – يمكّن الأطباء من تحليل النشاط الأيضي لأجزاء من الدماغ

كيف تعالج إصابة الدماغ الرضحية؟

يعد العلاج بالأكسجين عالي الضغط (HBOT) أحد أكثر العلاجات الواعدة لإصابات الدماغ. وهو علاج يتلقّى خلاله المرضى كمية وافرة من الهواء الغني بالأكسجين في غرفة خاصة ذات ضغط عالٍ. وخضعت البروتوكولات الفريدة للضغط العالي للبحث والاختبار في مركز ساغول للأبحاث والعلاج بالضغط العالي في إسرائيل. وهي متوفرة الآن في Aviv Clinics في أبراج بحيرات جميرا، دبي.

وثبت أن العلاج بالأكسجين عالي الضغط يحسّن المرونة العصبية، ويؤدي إلى تحسين الإعاقات المزمنة لدى المرضى الذين يعانون من إصابات دماغية رضحية خفيفة، حتى مع إصابات الدماغ التي مر عليها سنوات.

ويحفز العلاج بالأكسجين عالي الضغط أيضاً تكوين الأوعية الدموية في الدماغ، وهي العملية التي تتكون من خلالها أوعية دموية جديدة من الأوعية الموجودة. ويمكن أن تؤدي هذه التغييرات الهيكلية في الدماغ إلى تحسينات في وضوح التفكير والأداء المعرفي ونوعية الحياة بشكل عام!

جناح العلاج بالضغط العالي، Aviv Clinics

الخلاصة

في حين أن الاسم قد يبدو مخيفاً، إلا أن إصابات الدماغ الرضحية يمكن اكتشافها وعلاجها، حتى بعد سنوات من حدوثها. ومع الرعاية المناسبة، يمكنك أن تشعر بالتحسينات في ذاكرتك، والوظائف المعرفية، ونوعية الحياة بشكل عام!

لمزيد من المعلومات حول البرنامج المخصص لعيادة Aviv Clinic والبروتوكول العلاجي الفريد بالضغط العالي، أو لتحديد موعد لاستشارة شخصية، اتصل بنا اليوم.